هذولا شفيهم ؟

 

هذولا شفيهم ؟

 

 

جميل ان يكون لك معجبين او اناس يهتمون بما تكتب أو تفعل ويتتبعون أخبارك, ولكن الغير جميل هو أن تقوم بفعل امور في العلن وتتهم من يشاهدها بأنه يراقب ومكرس كل حياته لمراقبة ما تقوم فيه وتفعله.

كلنا نعلم ان مراقبة الناس لأشباع الفضول شيء مستفز جدا .. ناهيك عن لا يقوم فيه إلا الانسان الفارغ من الداخل كونه لا يملك اي هواية او عمل يشغل نفسه فيه ويبتعد عن حشر انفه في امور لا تعنيه, لذلك من واجبنا الشعور بالشفقة على من يتتبع الاخرين لإشباع فضوله .. وبالمناسبة .. تتبع اخبار فنانك المفضل او مشهور انت معجب فيه لا يعتبر مراقبة له .. هذا اعجاب فقط, وهناك بكل تأكيد انواع لمراقبة الناس .. قد يكون مراقبة بحب أو بكره واحيانا بحسد ..

ظهرت لنا في الفترة الاخيرة كمية كبيرة من الحمقى التي ساعدت وسائل التواصل الحديثة ان تكشف لنا عن ضحالة افكارهم وسطحيتها من خلال افعالهم ورسائلهم وصورهم التي يقومون بوضعها في مختلف البرامج كالوتساب او انستغرام وغيره من هذه البرامج, كيف يمكن لشخص ان يضع له حسابات علنية ومفتوحة للجميع أن يتجرأ بكل غباء وينعت الناس بمراقبته ؟ " هذولا شفيهم "  كلنا نعلم بوجود خاصية الخصوصية التي تمنع اي شخص ان يشاهد ما تضع او تكتب بدون اذن منك .. الامر اختياري لك .. لماذا هذه الفذلكة الغريبة التي تدل على غباء مستفحل ؟

كونك شخص قمت بكل قواك العقلية "إن وجدت" وفتحت حسابا في تلك البرامج وجعلته للعامة لا يحق لك أن تتهم أحد بمراقبتك .. فأنت كمن يفتح مخبز ويقوم بتوزيع الخبر مجانا ثم تتهم بالسرقة, إن لم تكن تريد أحد أن يراقبك تستطيع وبكل سهولة أن تغلق الباب في وجه الجميع وتتمتع بالخصوصية التي تريد دون " مراقبة " من لا تريدهم أن يشاهدون ما تقوم فيه .. ولكن هناك عقدة الشك والبارانويا التي تجعل من الشخص أن يتعقد بأن الجميع يراقبه ويتتبع أنه محط أنظار الجميع, فيبدأ بوضع اقتباسات عن مراقبة الاخرين له ويعيش بوهم " اول ايز اون مي "  حتى يصبح محط السخرية من الجميع كونه شخص لا يفرق كثيرا عن غيرة من البشر .. كل ما في الامر هو وجود احساس بالتمييز عن الاخرين سببه التدليل في الصغر ..

بالمناسبة .. بكل سهولة نستطيع ان نتهم الاخرين بأنهم يراقبوننا لأننا بكل بساطة نراقب الناس وكما قال المثل " كل يرى الناس بعين طبعة "

دمتم بود